كمثل بقية شقيقاتها ، تنسمت سوريا عبق الحرية الذي هب مع نسيم الربيع العربي ، فقام أحرارها بثورة ضد الديكتاتورية والظلم ، يرجون أبسط حقوقهم ، في حاكمٍ يختارونه ، وحكومةٍ تخدمهم وترعى مصالحهم ، وحريةٍ تتيح لهم إبداء آرائهم ، ولا تُحرم عليهم المشاركة السياسية.
لكن كمثل أشقائه من حكام وأنظمة الدول العربية المستبدة ، أبى "الأسد" ونظامه أن يسمع صوت شعبه ، فمارس تلك الهواية الآثمة التي لا يعرفون سواها ، هواية القمع .. فاستخدم جيشه ، المنوط به حماية الشعب ، ليقتل الشعب ، وسخر قواه ليحجب جرائمه عن وسائل الإعلام.
لكن كاميرا خفية ، تسللت وسط هذا الجحيم ، لتكون عينا وشاهدا على جرائم ووحشية ، لبشرٍ ليسو بشراً.
صوفيا عمارة مزودة بكاميرتها تابعت لجان تنسيق الثورة ، كيف يتم التحضير للمظاهرات ، التقت بضباط شرفاء انضموا للمقاومة في تشكيلهم "للجيش الحر" ، تسنى لها رؤية مدى وحشية النظام في قصفه للمدنيين، وإطلاقه الرصاص الحي على المتظاهرين واعتقالاته العشوائية والإعدامات الميدانية والتعذيب.
هذه الصور وهذه الشهادات تثبت تورط عناصر من حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني في الجرائم. يحكي هذا الفيلم، كواليس رحلة شديدة المخاطر ويبين الأخطار التي تحدق بمن يتجرأ على تصوير مظاهرة والحيل التي تتبع للقاء الناشطين. وغيرها من العناصر التي تلخص جو الرعب السائد في ظل النظام الذي يحكم هذا البلد التي تقبع داخل الجحيم
"جحيم القمع"
